الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان يفتتح مؤتمر الدبلوماسية الدينية

27 أكتوبر، 2022

نظمت الدكتورة ميّة أميمة الحمروني، أستاذة مساعدة في القانون، جامعة السوربون أبوظبي مؤتمر الدبلوماسية الدينية: الفرص والتحديات الدولية وذلك بالتعاون مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية.

وضمّ المؤتمر نخبة من كبار الشخصيات الدينية والدبلوماسية وخبراء في الشؤون الخارجية وناقش دور الدبلوماسية الدينية في نشر قيم التسامح والسلام وتأثيرها على السياسات الخارجية.

بحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش في دولة الإمارات، نظمت جامعة السوربون أبوظبي وأكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، مؤتمر “الدبلوماسية الدينية: الفرص والتحديات الدولية” الذي عقد في مسرح زايد، حرم جامعة السوربون أبوظبي.

واستضاف المؤتمر أكاديميين، ورجال دين، وشخصيات دبلوماسية مرموقة وخبراء في الشؤون الخارجية من مختلف أنحاء العالم. وأتاح أمامهم فرص مناقشة أهمية الدبلوماسية الدينية والحوار بين الأديان كأداة دبلوماسية تهدف لنشر قيم السلام والتسامح والتأثير على السياسات الخارجية للدول. وشهد المؤتمر حضوراً متعدداً للأديان بما في ذلك، الإسلام، والمسيحية، واليهودية، والهندوسية.

وبحث المؤتمر ثلاثة جوانب مرتبطة بالدبلوماسية الدينية بما في ذلك دورها الفاعل في تهدئة النزاعات من خلال تحديد الأطراف التي تشترك في دعم الحوار بين الأديان والتعددية الثقافية. كما سلط الضوء على مفهوم الدبلوماسية الدينية بوصفها بديلاً فاعلاً للدبلوماسية الكلاسيكية وتحديد أساليب عملها وأهدافها، إضافةً إلى إبراز دور الدبلوماسية الدينية كأداة قوية مؤثرة في السياسات الخارجية للدول.

وخلال الجلسة الافتتاحية، قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش: “في دولة الإمارات العربية المتحدة، سعينا دائماً لأن نكون محفزين لقيم السلام والتسامح والتفاهم وإرساء دعائم الاستقرار في العالم. نعلم جيداً أهمية إيجاد العوامل المشتركة بين مختلف الأديان والمعتقدات ونؤمن بأن مبادئ توحيد الناس الذين ينتمون لديانات وتقاليد وثقافات مختلفة وتسخير القيم الأساسية المشتركة بين جميع الأديان يجب أن تقود إلى عالم أكثر تسامحاً وعدالةً، عالم خال من التطرف والعنف والكراهية، عالم يسوده السلام والازدهار والأمان ومستقبل أفضل لجميع البشر.”

وتعليقاً على هذا المؤتمر، قال سعادة نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية بالإنابة: “إن جمع باقة مميزة من المتحدثين والضيوف والطلبة من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة يمثل نقطة التقاء لتضافر الجهود نحو تحقيق السلام ونشر قيم التسامح حول العالم”.

وأضاف سعادته: “تتمثل مهمتنا في أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في ضمان رفد السلك الدبلوماسي الإماراتي بدبلوماسيين متمرسين قادرين على حمل رسالة دولة الإمارات حول التسامح والتعايش والابتكار إلى العالم. ولذلك، نحرص دائماً على المشاركة في حوارات بناءة تناقش الأساليب الدبلوماسية الناشئة مثل الدبلوماسية الدينية، التي تعتبر أداة دبلوماسية تهدف لتعزيز ثقافة الشمولية والوئام فضلاً عن بناء جسور التواصل والمساهمة في تقوية العلاقات بين دولة الإمارات والمجتمع الدولي.”

وتقدم سعادته بالشكر الجزيل لجامعة السوربون أبوظبي على جهودهم لاستضافة هذا الجمع من العقول النيرة لمناقشة مستقبل الدبلوماسية وتعزيز دورها. مشيراً إلى حرص الأكاديمية على أن تكون جزءاً من هذا المؤتمر الذي صمم ليفتح آفاقاً تبشر بمستقبل أفضل ويكون نقطة التحول الثقافي في الاتجاه الصحيح.

ومن جهتها قالت البروفيسورة سيلفيا سيرانو، مديرة جامعة السوربون أبوظبي: “تتماشى أهداف المؤتمر مع شعار جامعة السوربون أبوظبي “جسر بين الحضارات” والذي يعبر عن التنوع الثقافي للجامعة والتزامنا بالمساهمة في تنمية المجتمع وتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات. إلى جانب حرص جامعة السوربون أبوظبي على رسم ملامح مستقبل التعليم وتوسيع الآفاق الفكرية والمعرفية للطلبة بناء على التوجهات الحديثة المرتبطة بتعزيز دور التعليم القائم على البحث.”

وتابعت سيرانو: “نفخر بتنظيم مثل هذا المؤتمر الاستثنائي، الذي يتمحور حول الدبلوماسية الدينية، في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تشهد بناء عالم الغد، وبجمع خبراء الشؤون الخارجية والدبلوماسيين وممثلين لمختلف الأديان من جميع أنحاء العالم. وأود أن أشكر شركاءنا في هذا المؤتمر، أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، على مساهماتهم، كما أشكر جميع المتحدثين والمشاركين البارزين على دورهم بإنجاح هذا الحدث.”

وناقش المؤتمر دور الدبلوماسية الدينية في تيسير الحوار حينما يبدو مستحيلاً ودعم قيم التسامح حتى في أصعب المواقف. كما ناقش المتحدثون أساليب فهم الخطاب الذي ينقله المبعوثـون الدينيون حيث يتسم بالقبول لدى الحكومات لكونه يتصف بالحكمة والروحانية، وبعيد عن أية منافسات سياسية.

وفي الرابع من فبراير عام 2021، احتفل العالم باليوم العالمي للأخوة الإنسانية لأول مرة بعد إعلانه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في الأول والعشرين من ديسمبر 2020. ويعتبر الاحتفال بهذا اليوم استكمالاً لوثيقة الأخوة الإنسانية، والمعروفة بإعلان أبوظبي، التي وقعها البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في العاصمة أبوظبي للإشادة بجهود جميع القادة الدينيين لتعزيز الحوار بين الثقافات والأديان.