جامعة السوربون أبوظبي تُنظّم مؤتمر الأول من نوعه في المنطقة تحت عنوان “الحجاج والمجتمع: من أجل حوار بناء وخطاب بلا عنف”

13 فبراير، 2019

بحضور سمو الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان وبالتعاون مع مؤسسة “بحر الثقافة” التي ترأسها سمو الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، نظمت جامعة السوربون أبوظبي مؤتمر تحت عنوان “الحجاج والمجتمع: من أجل حوار بناء وخطاب بلا عنف”. هذا المؤتمر هو الأول من نوعه في المنطقة، عقد في يومي الثلاثاء والأربعاء 12 و 13 فبراير في حرم الجامعة في جزيرة الريم.

يهدف هذا المؤتمر إلى تسليط الضوء على موضوع “الحجاج” الذي بقي مغيباً لزمن طويل في العالم العربي. لكنه بدأ يستحوذ على اهتمام متزايد في الأوساط العلمية والثقافية في المجتمعات العربية، في سبيل امتلاك أدوات لغوية وفكرية تُتيح مواجهة التحديات التي يفرضها دفق المعلومات المتسارع، بما في ذلك الكشف عن النصوص والآراء المضللة التي تُشكل خطراً على جيل الشباب.

تناولت المحاور الرئيسية الحجاج والفلسفة، الحجاج والاتصال، الحجاج والتاريخ، الحجاج وفن التعليم، الحجاج في اللغات والأدب وشارك في هذا المؤتمر نخبة متميزة من الباحثين وأساتذة الجامعات من دول وتخصصات متعددة وشخصيات بارزة في المجتمع.

أشارت سمو الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان أن: “الحجاج حاضر بممارساته في حياتنا اليومية، ولكنه غائب عند كثير من الناس كمفهوم واعٍ. وكم نحتاج لتطوير الوعي بالقدرات الحجاجية لدى أفراد المجتمع وخاصة لدى الأجيال الجديدة التي تواجه تجاذبات فكرية عديدة. فعندما نتجول على شبكات التواصل الاجتماعي نشاهد حجم النقاش الذي يحدث يومياً على الصفحات ما بين أنصار لهذه الفكرة أو تلك يُسوقون الحجج والبراهين أمام جمهور من الشباب. وقد تمكن أصحاب الفكر المتطرف، من خلال إدراكهم لقوة الحجاج وآلياته، أن يُغيروا القواعد الأخلاقية والفكرية للشباب الذي لا يمتلك الوعي الكافي والمعرفة لمقارعة الحجج التي يُسوقها أصحاب الفكر المشوه بفضل قوتهم الحجاجية”.

وأضافت سموها: “لذلك فإن نشر الفلسفة والمعرفة بأدوات الحجاج وآلياته بين أفراد المجتمع كافة، أصبح حاجة مُلحة خلال السنوات الأخيرة لتجنب التوغل الكبير للتطرف الفكري بكافة أنواعه وخاصة بين صفوف الشباب. وأجد في مؤتمر “الحجاج والمجتمع: من أجل حوار بنّاء وخطاب بلا عنف” خطوة كبيرة نحو الانفتاح المعرفي على قضايا المجتمع”.

من جهتها، قالت الدكتورة ثناء عباس، استاذة في اللغة والثقافة العربية في جامعة السوربون أبوظبي: “تأتي هذه الفعالية في إطار جهود الجامعة الرامية إلى تجسيد فكرة التسامح بكل أشكاله بين طلبتها والمجتمع المحلي وتعزيز مكانتها كمنصة للحوار بين العلوم والحضارات”.

وأضافت الدكتورة عباس: “يسعى المؤتمر إلى إنجاز عمل بحثي متعدد الاختصاصات حول موضوع “الحجاج” الذي يُشكّل قاسماً مشتركاً بين جميع العلوم، والمساهمة عبر ذلك في بناء معرفة قائمة على منهج فكري نقدي وهو المنهج الحجاجي، وذلك كوسيلة مُثلى لحسن الفهم وإتقان التعبير في عصر تتعاظم فيه الحاجة إلى تواصل فعّال قائم على الاحترام المتبادل والانفتاح الفكري”.

وتجدر الإشارة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة لعبت دوراً هاماً في إبراز دور الحجاج على الساحة العلمية والثقافية في المنطقة، وذلك من خلال مؤسسات ثقافية راقية مثل مؤسسة “بحر الثقافة” التي استضافت في جناحها في معرض الكتاب في أبوظبي العام الماضي الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع “الفنون والدراسات النقدية” الممنوحة لكتاب يتناول موضوع البلاغة في الحجاج، وقد لاقى الموضوع اهتماماً لافتاً في الوسط العلمي والثقافي.